حكم قصي بن كلام لمكة
جاء قصي بن كلاب وهو من
سلالة فهر بن مالك بن النضر من أحفاد إسماعيل يلقب بقريش أو قريش الأوسط باعتبار
أنّ النضر بن كنانة هو قريش الأكبرحسب فريقين من العلماء. كان بنوا إسماعيل يريدون
استرجاع ملكهم. تزوج قصي بن كلاب من ابنة حُلَيْل الخزاعي حُبَّى، سيّد مكة، فزاد
نسبه، ورزق المال الكثير والولد. فبدأ يطالب بملك أجداده بعد موت حليل. كلم فصي
رجالا من قريش في إخراج خزاعة وبني بكر من مكة فأجابوه في ذلك. ويقال أنّ حليلا
أوصى بأن يخلفه قصي ولكن خزاعة رفضت. استنفرت قريش تطلب ملك بني اسماعيل وبدأ
الحرب، وكثر القتل، فتدخل بينهم الحكماء واتفقوا على يعمر بن عوف وهو حكيم من
حكماء قريش وتعاهدوا بأن حكم يعمر نافذ. فحكم يعمر لقصي. بالرفادة والسقاية
والحجابة والكسوة ... فتجمع في يده شرف العرب. وسلّمت خزاعة كل شيء. وبدأ يكرم
الناس حتى زاد حبهم له. بنى لهم دار الندوة. وهي أول بيت بني بعد بيت الله الحرام
في مكة، قاعة اجتماعات، أصبحت دارا للعقود وللزواج وبقيت شرف قريش حتى في عهد
البعثة.
أورث قصي كل شيء لعبد الدار
بما أنه ليست له مكانة بين إخوته. ولما مات تنازع الأعمام مع الأبناء. اتفقوا
بتقسيم التركة. فبقيت سدانة الكعبة الشريفة وحجابتها لبني عبد الدار. وعبد مناف
أخذو السقاية، ... وكانت دار الندوة لبني عبد الدار. اشتراها حكيم بن حزام بزق
خمر. وظلت في يده إلى حكم معاوية فباعها بمائة ألف دينار. وتصدق بثمنها في سبيل
الله.
حفر عبد المطلب لزمزم بعد طمر جرهم لها
كان شيبة بن هاشم بن عبد
مناف بن قصي، يعيش مع أمه خارج مكة. من شرفها أن العصمة بيدها. أخذه عمّه المطلب،
بعد أن اختاره. لما دخل به مكة أطلقوا عليه عبد المطلب ظنا منه أنه عبد اشتراه
المطلّب. رأى عبد المطلب رؤيا سمع فيها صوتا يأمره "أحفر طيبة" قال ما
طيبة؟ فذهب المنادي. وفي الليلة الثانية "أحفر برّة" قال ما برّة؟، فذهب
المنادي، وفي الليلة الثالثة، أحفر المضمونة، قال وما المضمونة؟ وفي الليلة
الرابعة أحفر زمزم، قال وما زمزم؟ قال المنادي: لا تنزف أبدا ولا ترم، تسقي الحجيج
الأعظم، وهي بين الرث والدم، عند نقرة الغراب الأعصم، عند قرية النمل".
ذهب بانه الحارث يبحث عن العلامات،
جاء قوم يذبحون بقرة عند إيساف، فنزل الدم. نهضت البقرة وبدأت تجري ثم تداركوها
وأكملوا ذبحها. بدأ يبحث بين الرث والدم فوجد قرية النمل وجاء الغراب ينقر. بدأ
يحفر فاعترضت قريش لأن الحفر عند الكعبة بين إيساف ونائلة. فأمر الحارث بأن يشغلهم
حتى وجد بئر زمزم. فأصرت قريش على أن تشاركه فيها فرفض. اتفقوا على تحكيم كاهنة
بني سعد. فذهوبوا يطلبونها في يثرب فإذا هي قد سافرت إلى خيبر، وأتبعوها إلى هناك.
نفد الماء، واتفقوا على حفر قبورهم، وجلسو ينتظرون الموت. ثم قال عبد المطلب لماذا
نجلس ننتظر الموت فلنبحث عن ماء. عند قيام بعير عبد المطلب ضرب الأرض بحافره فنبع
منها الماء. فعرفوا أنها إشارة فأقروا زمزم له.
نذر عبد المطلب ليذبحن أحد
أبنائه إن كان له 10 عندما أحس بالضعف لما حاولت قريش منعه من حفر زمزم وهو أنذاك
له ولد واحد. ولما ولد عبد الله وكبر أراد أن يفي بنذره. ذهب إلى الكاهن ليرمي
الأقداح أو الأزلام. وكان همه الوحيد أن ينجو عبد الله. فذهب يريد ذبحه. لما رأت قريش
ذلك، جاءت لتثنيه عن ذلك وهو رافض حتى شج رأس عبد الله، فسمي عبد الله الأشج. فبدأ
سادة قريش يدافعون عن عبد الله لكي لا يصبح ذلك سنة. ذهبوا إلى الكاهنة، فقالت لهم
اضربوا بينه وبين ما يعادل دية الرجل وهي 10 جمال. وزيدو كل مرة بعشرة من الإبل
إلى أن ينجو. فضربوا الأقداح فخرج قدح عبد الله فأضافوا 10 من الإبل. تكرر ذلك 10 مراتحتى
حتى وصلت ديته إلى مائة بعير. فذبحوها بعد أن خرج قدح الإبل 3 مرات حتى تأكد عبد
المطلب من فدية ابنه.
وقد ذكر ابن كثير رواية ابن
جرير في ذلك حديثا غريبا فقال : حدثني محمد بن عمار الرازي ، حدثنا إسماعيل بن
عبيد بن أبي كريمة ، حدثنا عمر بن عبد الرحيم الخطابي ، عن عبيد الله بن محمد
العتبي - من ولد عتبة بن أبي سفيان - عن أبيه : حدثني عبد الله بن سعيد ، عن
الصنابحي قال : كنا عند معاوية بن أبي سفيان ، فذكروا الذبيح : إسماعيل أو إسحاق ؟
فقال على الخبير سقطتم ، كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءه رجل فقال
: يا رسول الله ، عد علي مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين . فضحك رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فقيل له : يا أمير المؤمنين ، وما الذبيحان ؟ فقال : إن عبد
المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل الله أمرها عليه ، ليذبحن أحد ولده ، قال
: فخرج السهم على عبد الله فمنعه أخواله وقالوا : افد ابنك بمائة من الإبل . ففداه
بمائة من الإبل ، وإسماعيل الثاني .
ويبدو أن اليهود نسبت وصف
الذبيح لإسحاق وهناك خلاف كبير في هذا الأمر.
........
يتبع إنشاء الله.......